التصنيفات
Uncategorized

مقاله للكاتب الصحفي عبد العظيم العويد محتواك هو إرث تتركه بعد رحيلك ما يجري اليوم في مجتمعاتنا العربية وربما حول العالم أننا بتنا نستخدم هذه التطبيقات المتعددة في استعمالات مؤذية على جميع الأصعدة وأصبحنا منغمسين بآفات هذه التطبيقات أكثر مما نعتقد، ونستعمل عادة طرقاً غير مباشرة للتعبير عن مشاعرنا وما نكنه للآخرين. إن هذه الاستعمالات المؤذية اجتماعياً قد زادت مصيبتنا في أنفسنا أي زادت مشاكلنا الاجتماعية بدءاً من العائلة وحتى تمتد لتصبح عشائرية أو طائفية، كثيرة جداً، أصبحت نهجاً لدى الأغلبية من الناس، وتجاوزت حدود الأدب، واحترام خصوصية الناس، وإن صاحب هذا المحتوى غالباً لا يراعي الضوابط الأخلاقية والشرعية، ويهدف إلى نشر المحتوى لاكتساب الشهرة والأموال، وهو يعوّل على السذاجة وأيضًا المقلّدين لهذا البوست والذين لا يفكرون بأنهم مشتركون أيضاً في الخطأ الأخلاقي والإثم وما يسببونه من أذى للناس وهم يظهرون بالفيديو أو الصورة البريئة وربما الجهل والعفوية وهي (منقولة بسذاجة)، ولكنها أكثر استعمالاً حتى إن كبار القوم يستعملونها لإطلاق وعودهم الكاذبة وكسب الناس، ونشر المحتوى الفاحش والجنسي في المجتمعات العربية وغيرها بهدف انحدار الأخلاقيات بشكل عام، ما يؤدي إلى مكاسب مادية وسياسية كبيرة جداً لصناعها، وناشري هذه البوستات هم صنفان إما يعملون لصالح الجهات التي تود إلحاق الضرر بالمجتمعات المستهدفة، أو أفراد من المجتمعات المستهدفة نفسها دفعتهم حماقتهم لتقليد الناشرين الأصليين من دون تفكير بحثاً عن التميز والجرأة أو لمجرد تقليد الغرب (التقليد الأعمى)، ونقول إن الخلل ليس في تطبيقات التواصل الاجتماعي نفسها وإنما الخلل يكمن في طريقة استخدامها، حتى باتت تتحكم بنا أكثر ما نتحكم بها. عزيزي تذكر أن هذا المحتوى هو الإرث الذي تتركه بعد رحيلك، ويجب أن تترك علمًا ينتفع به ويصبح صدقة جارية. الجدير بالذكر أن هناك العديد من الفوائد والمكاسب النظيفة قدمتها هذه التكنولوجيا سواء على صعيد تعزيز العلاقات العائلية والتواصل مع الأقرباء والأصدقاء المغتربين أو في مجال الأعمال والتجارة. وفي الختام {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي}، «اللَّهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه

التصنيفات
أخبار

لا ترسل لي صور ملابسك فأنا لا أستطيع شراء رغيف لأولادي

أجمع علماء الإسلام، أنه ينبغي للمسلم أن يتهيأ للعيد بأحسن ثيابه، وأن يخرج على أصحابه، ويزور أقرباءه وهو في صورة حسنة ورائحة طيبة، وهذا أمر معروف مشهور بين الناس على مختلف الأزمان، وعليه جرت عادتهم، وهو من مظاهر الفرح والسرور بهذا اليوم.

كما أجمع العلماء على أن تصوير الملابس والتباهي بها حتى وإن كان يفعل ذلك بنية المزاح فعمله مكروه، فلا يتوجب على أحد منهم فعل ذلك لما فيه من كسر لقلوب الفقراء والمساكين لعدم قدرتهم على شرائها فالعيد في معناه شكر لله على تمام العبادة، وفي معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغني، وضعف الفقير على محبة ورحمة عنوانها الزكاة، فهناك الكثير من الأشخاص ممن لا يمتلكون ثمن رغيف خبز لأولادهم لذا يجب علينا احترام مشاعر الآخرين في ذلك الأمر. أما إذا كان القصد من التصوير الاحتفاظ بها لنفسه كي تبقى ذكرى له ولعائلته فلا مانع من ذلك ولا حرج،

روى البخاري ومسلم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ عمر جبة من إستبرق تباع في السوق فأخذها فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما هذه لباس من لا خلاق له)، فلم ينكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم التجمل للعيد، وإنما أخبره بأن لبس هذه الجبة محرم، لأنها من حرير.

لصلاة العيد سنن ومستحبات كثيرة، منها: التجمل لها ولبس أحسن الثياب، فقد عرض عمر حلة عطارد على النبي صلى الله عليه وسلم ليتجمل بها للعيد والوفود، إلا أنه ردها، لأنها من الحرير، فقد كان له حلة يلبسها في العيد والجمعة. فلا حرج على المسلم أن يشتري ثيابا جديدة ليوم عيده، وليس ذلك من التشبه بغير المسلمين، ولو كانوا يفعلونه في أعيادهم واحتفالاتهم، وكل ما دل الدليل الشرعي على مشروعيته واستحسانه لا يكون العمل به من التشبه المنهي عنه. وعدم التصوير، فمكارم الأخلاق مثلا وحسن التعامل مع الناس والبشاشة عند اللقاء والتنظف والتعطر ونحو ذلك أمور مشروعة، قامت الدلائل الشرعية على مشروعيتها واستحبابها.

توجد بعض التصرفات والسلوكيات الاجتماعية التي أغلبها دخيل على ديننا وعاداتنا يجب التنبيه عنها والحذر منها سواء في العيد أو طيلة أيام العمر.

فماذا يريد هؤلاء؟! قال تعالى ﴿أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا﴾..

ولكن كيف يرضى المسلم أن يكون هو المقصود في هذا الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم“، قلنا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: “فمن؟“. السنن هي العادات والتقاليد والطرق وكيفية الحياة. وأهمها التبرج واتباع الموضات التي أحدثوها لإخراج المرأة عن حجابها وسترها، والجرأة على التكشف والعري، بدعوى التحرر والحرية، حلق اللحى وتشبه الرجال بالنساء، وتشبه النساء بالرجال، وجعل ذلك من أسباب الحضارة والتقدم، سب الحق والاستهزاء به وتشويهه ووصفه بأنه تحجر وتخلف، وتقليل شأن الدين في نفوسنا وإبعاده وفصله من الحياة كلها، المناداة بالمساواة بين الرجل والمرأة ونبذ الدين الإسلامي بحجة أنه من الأمور الرجعية وينافي الحضارة، ونشر الرذيلة وفعل قوم لوط بدعوى الحرية الشخصية، والأمثلة كثيرة جدا يصعب طرحها، نسأل الله أن يهدي رجالنا ونساءنا وأبناءنا وبناتنا وجميع المسلمين، وأن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

abd8886@gmail.com

التصنيفات
أخبار

أكاديمية عيــــب

(عيب) تلك الكلمة التي كانت قائدة ورائدة في زمن الآباء والأجداد. حكمت العلاقات بالذوق ووضعت حجر الأساس لأصول التربية السليمة، تحياتي لتلك الكلمة التي عرفناها من أفواه الأمهات والآباء. تقبلناها بحب وتعلمنا أنها ما قيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في أحرف. تحياتي لأكاديمية (عيب) التي خرّجت زوجات صابرات، صنعن مجتمعات الذوق والاحترام وتخرج فيها رجال بمعنى الكلمة كانوا قادة في الشهامة والرجولة !!

أبجديات (عيب) جامعة بحد ذاتها، وحروفها المجانية بألف دورة مدفوعة التكاليف. بحروفك يا كلمة عيب قدَّر الصغير الكبير، واحترم الجار جاره، وتداولنا صلة الأرحام بمحبة وشوق. كان الأب يقف ويقول عيب: عمك، خالك، جارك، سَلِّم، سامح.

كان يقال للبنت: (عيب) لا ترفعي صوتك، عيب لا تلبسي كذا، فتربت البنات على الحشمة والستر والأدب. وتربى الشباب على غض البصر، عيب لا تنظر للنساء، لا ترفع صوتك بوجه أستاذك، لا تهزأ من المسن. وتربى الصغار على عيب لا تنقلوا سر الجار والدار. لا تسأل صديقك ما دينك. ما طائفتك.

(عيب) كانت منبرًا وخطبةً يرددها الأهالي بثقافتهم البسيطة، لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو مُفتين، وإنما هي كلمتهم لإحياء فضيلة وذم رذيلة.

كلمة عيب ثُرنا عليها ذات يوم عندما قلنا عَلَّمُونا العيب قبل (الحرام) وتمردنا عليها ظنا منا أننا سنعلم الجيل بطريقة أفضل.

فأخذنا الحرام سيفًا دون عيب. فنشأ جيل جديد لم نفلح في غرس كلمة «عيب» ولا شقيقتها الكبرى «حرام» في التفاهم مع سلوكياته أو مع التطوير والتزوير المستمر في العصر والمفاهيم والقيم حتى ماتت كلمة عيب وانتهت من قاموس التربية…

تحية من القلب للمرحومة كلمة (عيب) ولكل الأجداد والآباء الذين استطاعوا أن يجدوا كلمة واحدة يبنون بها أجيالاً تعرف الأدب والتقدير والاحترام، في الوقت الذي أخفقت محاولاتنا بكل أبجديات التربية المتطورة.