ع المقارنات بينك وبين غيرك وقدر ما لديك من النعم والمزايا، فمن المؤكد أنك تمتلك صفات جيدة يحبها فيك الناس، وتحبها في نفسك الطيبة، ولن تحوز رضى الناس مهما فعلت وكن راضيًا عن نفسك، ولا تنسى أن أفكارنا هي من تحدد مشاعرنا، ومشاعرنا هي التي تحدد سلوكنا وكيف سنتصرف. يجب أن نعالج الفكرة ليتعدل الشعور وبالتالي تلقائياً ستجدك قد عدلت من السلوك، ولا تفكر بالعودة للسلوك الذي تريد تعديله وهو تضخيم الأمور، فإن ما يجب عليك فعله هو الاستمرار بسؤال نفسك، هل يستحق هذا الأمر أو هذا الشخص الانفعال والوصول إلى إثارة ضيقتك وتشتت أفكارك، وبعدها تقوم بارتجال ردود أفعال تندم عليها، وبالتأكيد فإن قرارك سيكون مرتهناً بإجابتك على تلك الأسئلة بموضوعية وصدق. ودائمًا نظرتك الإيجابية ووعيك الناضج سر نجاحك، وخلق عادات ناجحة سر استمرارك، واستمرارك هو سر إبداعك، والعظماء لا يرهقوا عقولهم بالتفكير في الردود على كل فاشل، بل يوفروا الطاقة لاتخاذ قرارات أكثر أهمية في حياتهم ومستقبلهم، فلا تكن أنت ضحية الأحمق، معذرةً.. لن يكون الإنسان عظيماً ما دامت قيمته في الأوراق التي يملكها من مال أو جنسية أو حسبه ونسبه أو شكله وهندامه، فالإنسان قيمته بما يحتوي من علم وفكر وعقل ومعرفة ودراية وتجارب وخبرات ومهارات وقدرات وقيم ومبادئ وأخلاق، فلا تجعل ملابسك أغلى ما فيك، حتى لا ترى نفسك يوماً أرخص مما ترتديه. ليس المهم من أنت؟ فالمهم أن تصنع لنفسك قيمه، بأن تحترم نفسك، وتفرض احترامك على الآخرين، وترفع من نفسك بكل إمكاناتك المتاحة، وبقدر عطائك زن نفسك، فالعطاء هو الميزان، وقدر كل منا عند ربه وأمته ووطنه ومجتمعه مساويا للقدر الذي يعطيه، والعمل الصالح الذي يقدمه للمجتمع. اجعل اسمك أكبر من لقبك، ومكانتك أقوى من مكانك، وحضورك وأعمالك أقوى من كل مسمياتك الدنيوية والوظيفية، فهما علت قيمتك في نظر الناس، تبقى قيمتك الحقيقية فينظر نفسك، ومهما خدعت الناس فلن تخدع نفسك، فقيمتك بما تحمله من أفكار ومبادرات مفيدة، ومشاعر صادقة أمينة وسامية. خلاصة الأمر «قيمة الإنسان».. بما يعطي ويملك من أخلاق بكلمة جميلة، بعبارة لطيفة، بلفتة رائعة، بمشاعر راقية، بابتسامة جذابة، بموقف نبيل، بدعم معنوي أو مادي، بتأييد أو تشجيع أو تحفيز. يقول الرافعي: (إن قيمتك الصحيحة في أن تكون وسيلة تعطي وتعمل لتعطي، لا غاية تأخذ وتعمل لتأخذ، ومهما ضيق عليك، فإنما أنت كالشجرة الطيبة تأخذ تراباً وتصنع حلاوة).